كيف أتعامل مع ولدي ؟ طرق التعامل مع ابني المراهق

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2020-11-28 12:57
كيف أتعامل مع ولدي ؟ طرق التعامل مع ابني المراهق - كراسة

عناوين

طرق التعامل مع ابني المراهق

كيف أتعامل مع ولدي ؟ طرق التعامل مع ابني المراهق. سؤال يطرحه الكثير من الآباء... سنوات المراهقة فترة صعبة على الجميع. على الأب والأم والأخوة والأصدقاء وحتى على المراهق نفسه أيضا. لذلك كثيرا ما يشعر الأبوان بالقلق بمجرد أن يكبر ابنهما ويقترب من مرحلة المراهقة، ويبدءون في تخيل بعض السيناريوهات التي قد تواجههم مثل مشكلات الغضب غير المبرر أو التقلبات المزاجية أو العنف أو الوقاحة أو التدخين وغيرها من المشكلات النمطية التي كثيرا ما نسمع عنها من أباء وأمهات سبقونا إلى الدخول في مرحلة المراهقة الصعبة. ولكن لا يجب أن نفترض أن ابنك لابد وأن يواجه بعض هذه المشاكل، فقد تمر مرحلة مراهقته في سلام وهذا ما نأمله. أما إذا ظهرت عليه بوادر أحد هذه المشكلات فلابد أن نبحث عن الأسباب ورائها.



كيف أتعامل مع ولدي

يتساءل الجميع كيف أتعامل مع ولدي المراهق؟ وكيف يمكنني منحه النصح والإرشاد بطريقة سليمة بحيث يتقبله مني بدون نفور وكيف أجعله يتحدث معي ويحكي لي مشاكله ومشاعره. لذلك سنقدم لك مجموعة من النصائح التي يمكنك الاستفادة منها في التعامل مع ابنك المراهق وكيف تكسب ثقته واحترامه بسهولة.

كن مستمعا جيدا لابنك

لابد أن يعرف كل أب وكل أم أنهما أول وأهم المشاهدين والمستمعين في حياة أطفالهم. هل تتذكروا أثناء طفولتهم الصغيرة كلمة" أبي.. أمي.. أنظرا ماذا افعل؟". يحاول الطفل بهذه الكلمة التي يكررها أكثر من عشر مرات طوال اليوم جذب انتباه الأبوان إليه ليريا إنجازاته الصغيرة في رسمة أو هرم مكعبات أو حتى في حركة جمباز بسيطة يؤديها.



مازال ابنك المراهق في داخله هذا الطفل الذي يريدك أن تنظر إليه. ولكن هذه المرة يريد أذنك قبل عينيك. كل ما عليك الآن بمجرد أن يصبح ابنك في عمر 13 أو 14 هو أن تغلق فمك وتفتح أذنيك وتكن مستمعا جيدا جدا. ولا تقطع حديثه أبدا حتى يصمت ليسمع رأيك، عندها فقط يمكنك التحدث.

علم ابنك أن قيمته في عينه وليست في أعين الآخرين

من أهم المشكلات التي تواجه المراهقين هي محاولة اكتساب إعجاب الجميع. وهي بالطبع مهمة مستحيلة، وتكاد تكون السبب وراء الكثير من المشكلات التي يقع فيها المراهقون. فيتدرج في خطوات مؤلمة له:

-          يبدأ المراهق في تقليد من حوله في طريقة كلامهم وكيفية ارتداء الملابس ونوعية الموسيقى التي يستمعون إليها وحتى في أنواع الطعام التي يتناولونها

-         يقلد المراهق بعض العادات السيئة مثل التدخين أو شرب الكحوليات أو حتى المخدرات.

-         يجد أن بعض أصدقائه أو معلميه أو حتى بعض أفراد العائلة لا يميلون إليه مما قد يدخله في حالة نفسية سيئة. ويفقده الثقة في نفسه.



لذلك يجب عليك أنت كأب أو أم أن تعلمه أنه ليس محورا للكون. ولن يتواجد إنسان واحد يجمع الكل على حبه والإعجاب به. ويكفيه أن أسرته تحبه جدا وتحترمه وأن لديه عدد كاف من الأصدقاء وليس بالضرورة أن يحبه الجميع.

ساعد ابنك على بناء شخصيته وأسلوبه الخاص في الحياة

في الإجابة عن سؤال كيف أتعامل مع ولدي يجب عليك مساعدة ابنك على اكتساب الثقة في نفسه بنفسه. ويكون ذلك من خلال ترك المجال له ليختار بنفسه ما يراه هو مناسبا له من ملابس وطعام ونوع الرياضة التي يمارسها والأماكن التي يفضل الذهاب إليها للتنزه وغيرها.

وحتى لو وجدت أن اختياراته ليست سليمة بالقدر الكافي، فيمكنك مساعدته عن طريق طرح بعض الخيارات لمساعدته على توسيع دائرة خياراته. فإذا اختار مثلا بعض الملابس سيئة الطراز. لا تقل له أن ذوقه سيء وتختار له بنفسك ما تراه مناسبا له. بل يمكنك الجلوس معه وفتح مواقع الأناقة الخاصة بعمره وتشاهدا معا طرق تنسيق الملابس المناسبة لعمره وشكل جسمه ليتعلم كيف يختار بنفسه ما يناسبه ولا ينتظرك حتى تختار له. ليكون مقتنعا باختياراته ولا يستطيع أحد أن يشككه في ذوقه أو يقلل من ثقته بنفسه بعد ذلك.

شجع ابنك على التغيير للأفضل بالقدوة الحسنة

كثيرا ما يشتكي الأباء ويقولون كيف أتعامل مع ولدي الذي يرفض الاجتهاد للتطوير من نفسه؟ ولا ينظر الأهل لأنفسهم وهم في الأصل المشكلة.

يجب أن يعرف كل والدين أنهما مرآة ابنهما المستقبلية والتي يرى نفسه فيهما بعد عشرين أو ثلاثين عاما، فإذا خرج ابنك للحياة ووجدك أنت أب مستسلم أو أم مستسلمة ولا تحاولا التطوير والعمل على نفسيكما فلا تشتكيا من أن ابنكما يقلدكما في ذلك.



فالأب والأم اللذان يهتما بموضوع معين سواء كانا مهتمين بالسياسة أو الرياضة أو القراءة أو حتى كرة القدم ستجد أن ابنهما يكبر ليشاركهما نفس الاهتمام. فإذا كنت ترغب في تشجيع ابنك على ممارسة الرياضة فكل ما عليك هو أن تبدأ أنت في ممارسة الرياضة أمامه أو تأخذه معك إلى صالة التمارين الرياضية حتى بدون أن يشترك هو في التمرين فقط ليتنزه ويشجعك ويعد لك الحركات. وبعد فترة بسيطة ستجده يبدأ في مشاركتك في ممارسة الرياضة.

ويمكنك أن تستخدم هذا الأسلوب في كل شيء مثل تحفيز الابن على تناول الطعام الصحي وخفض وزنه فعليك أن عندها إحضار ميزان ولا تطلب منه أبدا الصعود عليه لقياس وزنه، بل قم أنت بوزن نفسك وابدأ في الانتظام على نظام غذاء صحي وتابع وزنك وستجد أن ابنك قد بدأ تقليدك ليكون هذا نمط من انماط الإجابة على سؤال كيف أتعامل مع ولدي .

ازرع الانتماء للأسرة في قلب ابنك

يتساءل كثير من الآباء كيف أتعامل مع ابني إذا ظهرت عليه مشكلات المراهقة مثل الانطواء والغضب وحتى العنف. وهنا يجب على الآباء معرفة أن سببها الأساسي غالبا هو الشعور الداخلي بعدم الانتماء للأسرة، وأنه ضيف ثقيل في المنزل الذي يراه سجن يحلم بأن يهرب من بين قضبانه.



لذلك عليك أن تزرع داخل ابنك الانتماء لبيته وأسرته، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا عندما يشعر أنك كأب تنتمي للأسرة بحق وتتلهف للعودة للمنزل، وتهتم بتفاصيل منزلك وتشارك في الأعمال المنزلية والتي وجد علماء الطب النفسي أن المشاركة فيها يخلق الانتماء للمنزل والأسرة.

حيث وجد أن الأطفال عندما يرو الأب يشارك في غسل الصحون أو تعليق الستائر أو تنظيف الآثاث وغيرها من المهام المنزلية فيبدءوا في تقليده مما يشعرهم أن هذا ليس منزل الأم وأنهم ضيوف فيه. بل يجعلهم يشعرون أن هذا هو بيتهم ومأواهم وأن الجميع يشارك في الاهتمام به ليكون في أفضل حالة ليحتويهم بكل متعلقاتهم ومشاعرهم أيضا. كما يقرب المسافات بين الأب والأم وأبنائهم فلا يشعرون أنهم مختلفين ولكن يشعرون أنهم أسرة واحدة تهدف لشيء واحد يجمعهم. فحتى لو شعر المراهق أنه وحيد في مدرسته أو جامعته فإنه يعرف في قرارة نفسه أنه سيعود للبيت الذي يحبه فيه الجميع ويعتني به مما يجعل قلبه ممتلئ بالحب والطمأنينة ويبعد أي شعور بالغضب أو الخوف أو العنف.

إذا نجحت في استخدام هذه النصائح مع ابنك المراهق فستجد أن ابنك أصبح قريبا منك بشكل كبير ولن تتساءل بعد ذلك كيف أتعامل مع ولدي !!