ما معنى الصورة الذهنية .. انواع الصورة الذهنية

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2020-9-23 10:58
ما معنى الصورة الذهنية .. انواع الصورة الذهنية - كراسة

عناوين

ما معنى الصورة الذهنية ؟ الصورة الذهنية هو مصطلح يتم استخدامه في علوم اجتماعية مختلفة، منها الإعلام والفلسفة وعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي وغيرها من العلوم المعرفية.

ومصطلح الصورة الذهنية مكون من كلمتين هما الصورة التي تعني ظاهر الشئ وشكله الذي يتميز به، والذهنية التي تعني الذهن أي العقل والفهم والمقصود بها فهم الشئ وتصوره، والمصطلح بشكل عام يعني الانطباع الذي يتكون في الذهن عن شخص معين أو قيمة معينة أو كيان معين ومن الوسائل التي تساعد على تكوين الصورة الذهنية وسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة أي عالم الصحافة والإعلام والميديا.

وتصدر مصطلح الصورة الذهنية الدراسات المتعلقة بالعلاقات العامة لما له من أثر مهم فيها وضرورة استخدامه في العلاقات العامة الناجحة. وفي هذا الموضوع نتناول بالتفصيل مصطلح الصورة الذهنية وما معنى الصورة الذهنية وتأثيرها.

ما معنى الصورة الذهنية



الصورة الذهنية لها تعريفات عديدة تشترك جميعها في أن الصورة الذهنية تتكون غالبًا لدى الأشخاص عن طريق ما سبق رؤيته أو سماعه من الآخرين أو من خلال التجربة والتنشئة، فيتصرف الشخص تجاه الأشخاص أو الأشياء وفقا للتصور الذهني الموجود لديه.

 ومن تلك التعريفات الشهيرة تعريف قاموس (لونجمان Longman): ويقول في تعريفه للصورة الذهنية أنها (هي الصورة التي تتكون في الذهن وهي الرأي الذي يكونه الآخرون عن الفرد أو الشيء بشكل مقصود).

بينما يشير المعجم الوجيز إلى أن (تصور) تعنى (تكونت له صورة وشكلا)، و(تصور الشيء): يعني (تخيله واستحضر صورته في ذهنه)، و(صورة المسألة أو الأمر) تعني (صفتها) و(صورة الشيء) تعني: (ماهيته المجردة وخياله في الذهن أو العقل).

 بينما يُعرف قاموس وبستر الدولي في طبعته الثانية الصورة الذهنية على أنها (التقدم العقلي لأي شيء لا يمكن تقديمه للحواس بشكل مباشر، أو هي إحياء أو محاكاة لتجربة حسية، وهي أيضا استرجاع لما اختزنته الذاكرة أو تخيل لما أدركته حواس الرؤية أو السمع أو اللمس أو الشم أو التذوق)

وهكذا نفهم أن الصورة الذهنية هي تعبير نستخدمه لوصف الانطباعات التي نكونها تجاه شيء معين أو شخص معين بغض النظر عن صحة هذا الانطباع من عدمه، وفي الغالب يكون هذا الانطباع نتيجة تأثرنا بمعلومات سابقة أو نتيجة مجموعة المعارف والمعلومات المتراكمة والمنظمة التي تراكمت لدينا عن أنفسنا وعن العالم من حولنا.

أنواع الصورة الذهنية



للإجابة على سؤال ما معنى الصورة الذهنية فإنه يجب أن نعرف أن للصورة الذهنية عدة أنواع حددها أستاذ العلاقات العامة الأمريكي(فرانك جفكينز) كالتالي:

-        الصورة المرآة: وهي الصورة التي يرى بها الشخص أو المؤسسة نفسها من خلالها.

-        الصورة الحالية: وهي الصورة التي يرى بها الآخرون الشخص أو المؤسسة.

-        الصورة المرغوبة: وهي الصورة التي يود الشخص أو المؤسسة أن يكونها لنفسه في أذهان الناس.

الصورة المثلى المتوقعة: وهي أفضل صورة يمكن تحقيقها إذا أخذنا في الاعتبار المنافسة بين الأشخاص وبعضهم أو المؤسسات وبعضها والجهد المبذول للتأثير 

-        على المحيطين . 

-        الصورة المتعددة: والمقصود بها الانطباعات المختلفة عن نفس الشخص أو المؤسسة والتي يكونها المحيطين. 

وبالطبع كلما كانت الصورة الذهنية شاملة عن الشخص أو المؤسسة أو الكيان كلما كان الأنسان قادر على الفهم والتعامل مع الشخص أو المؤسسة استنادًا إلى تلك الصور الذهنية، ويُصبح الشخص أكثر قدرة على اتخاذ القرار لتحديد طريقة التعامل المناسبة مع الشخص أو المؤسسة.

أهمية الصورة الذهنية



للصورة الذهنية أهمية كبيرة في الحياة فالصورة الذهنية تجعل الفرد قادر بشكل أكبر على التكيف مع الظروف المُحيطة به، حيث تختصر جهد كبير وتقدم له صور جاهزة تُمكنه من التعامل مع الآخرين وتجعله أحيانًا قادر على التنبؤ ببعض تصرفاتهم وردود أفعالهم.

كما أن الصورة الذهنية المُسبقة تضيق نطاق الجهل بالآخرين فيُمكن للفرد الاستعانة بالنتائج التي يقدمها التصور الذهني للتعرف على ما يمكن أن تكون عليه صور الآخرين خلال التعامل معهم.

كما تساعد الصورة الذهنية على جعل العالم أكثر سهولة وأكثر تنظيمًا عن طريق استخدام الجوانب السيكولوجية التي تنطوي عليها عمليات التعلم داخل الإنسان.

ويمكن للصورة الذهنية أن تساعد في تفسير مواقف الأفراد وآرائهم وسلوكياتهم في الحياة الاجتماعية، وتفسر فلسفتهم في الحياة وذلك لارتباطها بقيمهم ومعتقداتهم وثقافتهم.

كما أن للصورة الذهنية دور كبير في تكوين الرأي العام ذلك لأنها أول خطوة يتكون منها الرأي لتأثيرها في أراء الناس ومواقفهم.

وتختصر الصورة الذهنية المجهود والوقت الذي قد يبذله الفرد عند التعامل مع البيئة المحيطة والناس من حوله حيث تقدم له تصور عن العالم الذي يعيش فيه.

لذلك فإننا نكتشف أنه أثناء الإجابة على سؤال ما معنى الصورة الذهنية نكتشف أن الأخيرة تعمل على تبسيط الواقع حيث أن العقل البشري لا يحتفظ بكل التفاصيل المتشابكة والمعقدة ويميل إلى التبسيط لذا فإن الصورة الذهنية عن الأشخاص أو المؤسسات تكون في البداية صورة بسيطة يسهل فهمها وتذكرها.

العوامل التي تساعد على تكوين الصورة الذهنية



هناك عوامل عديدة تؤدي إلى تكوين الصورة الذهنية أولها وسائل الإعلام التي تلعب دورا رئيسا في تكوين الصور الذهنية.

وأهم هذه العوامل هي:

وسائل الإعلام

وسائل الإعلام هي أحد العوامل التي تساعد على تكوين الصور الذهنية، حيث أن ما تقدمه من معلومات وبيانات عن الأحداث والأشخاص والمؤسسات بل والدول والشعوب، يوجه الفرد لتكوين صور ذهنية معينة للعالم الذي يحيا فيه، ويعتمد الفرد على وسائل الإعلام بالإضافة إلى خبراته للتعرف على الواقع المحيط به. 

وهذا لأن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام وقدرتها الكبيرة على الاستقطاب والإبهار باستخدام التكنولوجيا الحديثة أدى إلى اتساع نطاق التغطية، مع قدرتها على نقل الأحداث بصورة سريعة وفورية مما أعطى لها جاذبية كبيرة وتأثير جماهيري ضخم مما يؤدي إلى صنع صور ذهنية معينة.

التواصل الشخصي أو المباشر

التواصل الشخصي له دور كبير في خلق الصورة الذهنية حيث أن الواقع المحيط وحياة الفرد اليومية بها العديد من الأحداث التي يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، وبالتالي خلق صورة ذهنية نتيجة للخبرة والاحتكاك المباشر.

الجماعات المرجعية

الجماعات المرجعية هي البيئة المحيطة مثل الأسرة والمجتمع وتأثيرهم في تكوين صورة ذهنية أكبر بكثير مما تتخيل، فما يتم ترسيخه في عقل ووجدان الأفراد منذ الطفولة يصعب التخلص منه حقًا خاصة إذا كان المرء يشعر بالانتماء للجماعة المحيطة بيه والتي تكرر آراء ومعايير معينة للعمل على توحيد سلوك وتصور أفراد الجماعة. 

الخبرات السابقة: 

الخبرات السابقة التي مر بها الفرد جزء من الإجابة على سؤال ما معنى الصورة الذهنية حيث تساعده على تكوين صورة ذهنية معينة، وهي نتاج تفاعل كل ما مر به عقله من معارف وخبرات واتجاهات وقيم وأفكار جمعها من التعلم والدراسة والبيئة والقراءة والثقافة وغيرها.

المؤثرات البيئية والثقافية:

كل بيئة لها صورها الذهنية الخاصة بها، حيث أن الثقافة السائدة في المجتمع تمد الإنسان بتصورات ذهنية معينة، وتُصبح الصورة الذهنية عند الفرد إيجابية كلما توافقت مع الإطار الثقافي للمجتمع الذي يعيش فيه، والعكس بالعكس تُصبح صورة سلبية إذا ناقضت الموروثات الثقافية السائدة للمجتمع الذي يعيش فيه.

وهكذا تعرفنا على الصورة الذهنية بشكل تفصيلي فعرفنا ما معنى الصورة الذهنية وما هو تعريف الصورة الذهنية ومفهومها، كما تعرفنا على أنواع الصورة الذهنية، وعلى أهمية الصورة الذهنية، وكذلك عرفنا ما هي العوامل التي تساعد على تكوين الصورة الذهنية. ونرجو أن تكونوا قد استفدتم.