ما معنى التصالح مع النفس

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2020-10-3 10:12
ما معنى التصالح مع النفس - كراسة

عناوين

ما معنى التصالح مع النفس فاليوم سوف نتطرق لواحدة من أصعب المهمات، التي ربما يتجاهلها الكثير لصعوبتها أو لافتراضهم الخاطئ بعدم أهميتها، إلا أنها في واقع الأمر تعد أحد أهم الأشياء التي لا تطيب لأي إنسان الحياة دونها، فنحن اليوم سوف نتحدث عن التصالح مع النفس.

حيث يمكننا أن نبدأ موضوعنا بأن المصالحة مع النفس في ظل كل ما نمر به في الحياة من قلق وتوتر وخوف دام مما تخفيه لنا الحياة من أمور، تعد واحدة من المهام التي يمكن أن نطلق عليها مهام مستحيلة، ولكننا بالرغم من ذلك سنحاول هنا أن نجعل المستحيل ممكن، ونحاول تحقيق تصالح مع النفس، ولكن قبل أن نعرف كيف يمكننا ذلك لابد وأن نوضح أولًا لمن لا يعرف ما معنى التصالح مع النفس ؟

ما معنى التصالح مع النفس



التصالح مع النفس ببساطة شديدة هو أن تحب نفسك وتقبل عيوبها قبل مميزاتها، فلن تستطيع التقدم في الحياة أو تحقيق أي أهداف في حال كنت تكره نفسك، فلابد وأن تحب نفسك أولًا كي تستطيع أن تحقق النجاح.

ربما سنجد هنا من يسأل كيف يمكن للإنسان أن يكره نفسه وذاته؟ وبالتأكيد سنجد من يتساءل الآن كيف يمكن أن أحب نفسي؟

ومن أعجب الأمور هنا أننا سنجد أن إجابة السؤالين هنا على اختلافهم، إجابة واحدة، أو دعنا نقول أن إجابة السؤال الأول ترتبط ارتباطا وثيقًا بإجابة السؤال الثاني، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟! دعونا نعرف الإجابة أولًا لنرى معًا وجه التشابه والارتباط الواقع هنا.

لكل من يسأل كيف يمكن للإنسان أن يكره نفسه وذاته؟ أو كيف أحب نفسي؟ سأقول لكم هنا يا أعزائي أن الإنسان يكره نفسه عندما لا يجدها كما يتمناها، ينظر لعيوبه ونقاط ضعفه بأسى ورفض وغضب، تلك الرؤية الغاضبة للنفس لن تولد سوى الكراهية بكل تأكيد ، لذا فنصيحتي الآن لكل من ينظر لنفسه بتلك الطريقة هي أن يحاول أن يبتعد تمامًا عن ذلك تمامًا ويرضى ليحب نفسه ويتصالح معها ولنحقق ذلك علينا هنا أن نقوم بعدة أمور دعونا نتعرّف عليها بالتفصيل فيما يلي:

1. المثالية ليست أحد الحلول المطروحة هنا

 أول نصيحة يمكنني أن أقدمها لك يا عزيزي لتستطيع أن تحقق المعادلة الصعبة والإجابة على تساءل ما معنى التصالح مع النفس ، هي أن لا تضع نفسك تحت ضغط المثالية مرة واحدة وفي كل شيء، فتلك المثالية المطلقة تعد بالنسبة لي دربًا من دروب الخيال، نحن بشر غير كاملين، لن تجد إنسان كامل هنا، عليك أن تقبل بذلك قبل أي شيء.

ليس معنى كلامي هنا أن تبتعد عن محاولة تحسين ذاتك، بالتأكيد أنا لا اقصد ذلك، فالحياة ليست سوى مجموعة محاولات وتجارب، عليك أن تستمر في المحاولة طوال الوقت، ولكن عليك ترتيب خطواتك أولًا لتعرف حدود ما تقدر على فعله ولا تضيع أيام حياتك في محاولات خاسرة لا طائل منها.

2. اقبل نفسك كما هي بنقاط ضعفها قبل نقاط قوتها

سبق وأشرت في النقطة الأولى أن السعي والمحاولة هنا هما المعنى الحقيقي للحياة، ولكن عليك يا عزيزي أن تقبل في نهاية الأمر أن لنفسك حدود لا تستطيع تخطيها، هنا لا تحزن أبدًا فلكل شخص منّا حدوده، وقد يكون ما لديك الآن والذي ربما تراه أنت غير كافيًا هو حلم شخص آخر يتمنى تحقيقه يومًا ما ويسعى لذلك جاهدًا، لذا فعليك أن تقبل نفسك كما هي يا عزيزي لتعرف ما معنى التصالح مع النفس .

3. أين الإيجابيات؟

 الإيجابيات مهمة لابد لك كي تتصالح مع نفسك أن تبحث عن الإيجابيات وإن كانت قليلة، ولكنها بالتأكيد موجودة، ابحث عنها واستمتع بها، وسترى ما يمكن أن تصل إليه بعد أن تعرف ما هي نقاط قوتك المضيئة في حياتك.

4. أرجوك لا تخجل

 عليك أن تعرف هنا يا عزيزي أن الخجل من النفس هو أول طريقة لتدميرها، فلابد لك هنا أن لا تخجل من نفسك أبدًا، فتلك النفس هي هبة الله لك وعليك أن ترضى بها وتراعاها، وأعلم جيدًا يا عزيزي أننا جميعًا لدينا الكثير من العيوب التي نحاول تجميلها طوال الوقت، لست وحدك هنا كلنا هذا الشخص فلا داعي للخجل.

5. أنت ناجح إذن أنت سعيد

بالتأكيد لن أجد من يختلف معي حين أقول أن النجاح هو أحد مصادر السعادة الأساسية، لذا نحن نقول لك هنا يا عزيزي أنه لابد وأن تكون سعيدًا بالإنجازات التي تحققها مهما كانت بسيطة وسهلة التحقيق، وضع في ذهنك أن مجموعة من النجاحات الصغيرة المتتالية ما هي إلا نجاح كبير يستحق الفخر والاحتفال والسعادة به، لذا عليك الأن أن تسعد بإنجازاتك الصغيرة كأحد أهم خطوات التصالح مع النفس.

6. لا تقارن لا تقارن لاتقارن

كما سبق وأشرنا إلى أن النجاح هو أحد المصادر الرئيسية للسعادة، دعني أخبرك هنا أن المقارنة هي أهم أسباب التعاسة وأكثرها وقوعًا، لذا نحن ننصح ونؤكد بشدة هنا على ضرورة عدم المقارنة بينك وبين الأخرين، لكل فرد نجاحاته وإمكانياته وعليه أن يسعد بها، لا تفتح مجال المقارنة فهي لن تأتي إلا بالغيرة والغضب والرفض وعدم الثقة، ومعها تنتهي أي مصالحة مع النفس، عليك أن تعرف تمامًا يا عزيزي أنه لتصالح نفسك عليك أن لا تقارنها أبدًا بغيرها، اقبل بما لديك فهو المناسب لك بكل تأكيد.

والآن بعد أن عرفنا ما معنى التصالح مع النفس ، وعرفنا أيضًا أهم الخطوات الواجب إتباعها لكي يستطيع كل إنسان أن يحقق معادلة التصالح مع النفس الصعبة، دعنا نتناول سريعًا قبل أن ننهي موضوعنا اليوم ما هي أهم الدلائل التي تشير إلى أنك قد حققت تلك المصالحة مع نفسك.

دلائل التصالح مع النفس



سنجد هنا أن هناك عدد من الإشارات والعلامات تخبرنا بوضوح أن هذا الشخص متصالح مع نفسه، أو تخبرك يا عزيزي أنك متصالح مع نفسك، لذا في حال كنت تبحث عن تلك العلامات فتابع معي الآن وأعرف بالتفصيل علامات التصالح مع النفس.

1. لا مكان للتعصب

من المستحيل أن تجد شخص متصالح مع نفسه متعصب، فالتعصب هو في الأصل عدم قبول ورفض للأخر ومحاولة لفرض الرأي بأي وسيلة، وعادةً ما يكون التعصب ناتج عن فقدان الثقة وهو الأمر الذي لا يحدث أبدًا للمتصالحين مع أنفسهم، لذا في حال كنت غير متعصب فأعلم تمامًا أنك نجحت في تحقيق التصالح مع نفسك.

2. التفاؤل علامة لا يمكن إنكارها

الأمر هنا عبارة عن سلسلة مرتبطة ببعضها البعض، دعنا نوضحها لك يا عزيزي، حيث سنجد هنا أن المتفائل هو إنسان سعيد وواثق وطموح، وهي أمور لا تتحقق إلا بالنجاح والقدرة على الاستمتاع به، وتلك القدرة على الاستمتاع بالنجاح لن تتحقق إلا عن معرفة ما معنى التصالح مع النفس .

3. أنت متقبّل للآخر

هل أنا في حاجة للشرح هنا؟ إن كنت قد قبلت نفسك فبالتالي أصبحت تملك القدرة على تقبّل الأخرين مهما كانوا مختلفين عنك، إذن تقبّل الآخر ما هو إلا انعكاس لتقبّلك لنفس ومصالحتك معها.

4. الابتسامة المشرقة

أكبر وأهم العلامات التي توضح بشدة أن هذا الشخص متصالح مع نفسه هو السعادة الواضحة، لذا ستجد أن الابتسامة هنا ما هي إلا رفيق دائم للمتصالحين مع أنفسهم.

وصلنا الآن لنهاية موضوعنا الذي عرفنا من خلاله ما معنى التصالح مع النفس وأهميته للإنسان فبدون المصالحة مع النفس لن نلقى إلا الخيبات والفشل طوال الوقت حفظنا الله وإياكم، أطيب تمياتنا لكم بالسعادة والتوفيق دائمًا إن شاء الله.