ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2020-9-29 13:20
ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام - كراسة

عناوين


ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام ؟ تبعًا للعديد من النظريات في هذا المجال فقد ثبت أن نمو الفرد اللغوي والإجتماعي يستلزم احتفاظه بلغته الأم وإتقانه لها، فهناك علاقة تربط بين ضرورة اكتساب اللغة الأم وبين درجة استيعاب الفرد للغات أخرى، إلى جانب ذلك، فإن إتقان الفرد لغته القوميّة تساعده في تكوين كيان متماسك وهوية مميزة. 

ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام



لقد كان لتعدد الثقافات وتعدد اللغات وتعدد الديانات والأعراق تأثيرًا في تغيير نسيج المجتمعات الغربية الديموغرافي والاجتماعي التي تم الهجرة إليها. 

مما دفع الحكومات إلى سن القوانين واتّخاذ إجراءاتٍ تدير تلك التعدديّة.

على صعيد آخر فإنّ بعض النقّاد يظنون في أنّ تلك القوانين تعمل على صَهر المهاجرين وليس دمجهم داخل المجتمعات البديلة.

فهي تفقدهم لغاتهم الأم لتسود لغة الدولة التي يقيمون بها، كما تفقدهم ثقافاتهم وتسود ثقافة الدولة المضيفة.

لذا فكان هناك دراسة تؤكد على ضرورة اجتماع عاملين معا للحفاظ على احترام اللغة الأم والثقافة الأم أيضا وعدم تهميشها مما يسهل الإندماج.

وقد أشارت تلك الدراسة إلى ضرورة معرفة اللغة الأم عند تعلم اللغة الثانية، كما أشارت الى ضرورة احترام الدولة المضيفة للغة الأم للمتلقي وثقافته أيضا.

العوامل الاساسية لاتقان الانسان لغته الام

العامل الأوّل: 

وهو يعتمد على المتلقّي (الطالب الوافد)، فمن الضروري أن يحافظ المتلقي على إرثه من اللغةّ. 

فاللغة الأمّ تعد وسيلة أساسية لتعلّم الطالب لغة ثانية من خلال توظيف استراتيجيّات اللغة نفسها وتوظيف مهارات لغته في التطبيق. 

اللغة الأم تحمى الأساس الذي يتم عليه بناء استراتيجية اللغة الثانية وهو ما يعرف بإتقان الأساسيّات المشتركة؛ حيث نقل مهارات ومعرفة اللغة الأمّ للغات الثانية.

العامل الثاني:

وهو يعتمد على المؤسّسات التعليميّة التي تُسعى للتوعية لتحقيق احترام تعدد اللغات وتعدد الثقافات. 

ترى هذه المؤسسات أن اللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب، بل هي حضارة الأمة وأن اللغة والثقافة معا هما جزءا لا يتجزأ. 

بمعنى أن احترامُ الفرد لغته الأم لا ينفصل عن احترامه لثقافته واعترافِه بها.

وقد أثبتت بعض الدراسات في هذا المجال أن احترام الطالب للغتِه وثقافته في مدرسته يؤثّر بشكل إيجابي على مستوى تحصيله الدراسي.

كما يسهل تعلّمه للغة ثانية؛ إذ أنه في حالة أن شعر الطالب بأن لغته مهمشة فهذا يحول دون اندماجه مع المجتمع المدرسي و يجعله يرفض فكرة تقبّل ثقافات أخرى.

لذا فالبرامجُ التعليمية الرسميّ منها والٌخاصّ قد أدرجت فكرة تدريس اللغة الأمّ في تلك المدارس التي تعتمد على التدرِّيس باستخدام لغة الدولة المضيفة.

تشدد هذه البرامج أيضا على معرفة ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام وأهمية توظيف اللغة الأمّ في كل مكان سواء المدرسة أو في محيط البيت و الأسرة.

والجدير بالذكر أنه تم تحديد الواحد والعشرون من شهر فبراير من قبل دولة اليونسكو ليمثل اليوم العالمي للغة الأمّ.

كما تم تحديد الثامن عشر من شهر ديسمبر ليمثل اليوم العالمي للغة العربيّة خصيصا. 

ومن الجدير بالذكر أن هناك عدد كبير من التربويين بدول تتميز بتعدد الثقافات قام هؤلاء التربيون بمحاربة تهميش اللغة الأمّ بشدة خاصة بالنسبة لهؤلاء المهاجرين الذين يقيمون في هذه الدول.

إذ تعتمد هذه الدول على استخدام لغتها الخاصة بها فقط في المنظومات التعليمية وفي تدريس المناهج المختلفة.

وختاما، فإنه يجدر بنا أن نشير إلى قدرتنا على الاجابة على سؤال ما اهمية أن يتقن الانسان لغته الام، كما نؤكد أنه في اليوم العالمي للإحتفال باللغة العربية يكون أمر إحترام التنوّع الثقافي واللغويّ هو الأمر المتمركز عليه بشكل أساسي