في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية .. ما سبب اختيار الدرعيه عاصمه للدوله السعوديه

كتاب كراسة - آخر تحديث: 2020-9-27 15:29
في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية .. ما سبب اختيار الدرعيه عاصمه للدوله السعوديه - كراسة

عناوين


في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية حيث يُعد ميثاق الدرعية هو الأساس الذي نشأت عليه المملكة العربية السعودية، وميثاق الدرعية هو الإتفاق الذي تم توقيعه بين أمير إمارة الدرعية الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب، حيث اتفق كلاهما على العمل على تصحيح عقيدة الناس بعدما انتشر الشِرك والخرافة والبدع.

وبعد الإتفاق وتوقيع الميثاق بدأت حركة إصلاحية كُبرى أدت إلى قيام الدولة السعودية الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود الذي اتخذ الدرعية عاصمة لدولته.

وفي هذا الموضوع نتعرف أكثر وبشكل تفصيلي على ميثاق الدرعية وفي اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية وما هو تاريخ الميثاق والظروف المحيطة به، وما هي التغييرات التي حدثت بعد ميثاق الدرعية.

تاريخ ميثاق الدرعية



بداية وقبل التعرف على ميثاق الدرعية وتاريخه والظروف المحيطة به نتعرف أكثر على قُطبي ميثاق الدرعية وهما الإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود:

الإمام محمد بن عبد الوهاب

هو عالم دين سني حنبلي ولد في العيينة بوسط نجد عام 1703 ميلادية، تعلم القرآن الكريم وحفظه عن ظهر قلب وعمره عشر سنين، تفقه على المذهب الحنبلي وتلقاه على يد والده بإسناد متصل ينتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل.

وسافر محمد بن عبد الوهاب إلى مكة والمدينة لتحصيل المزيد من العلم وقابل أثناء سفره العديد من العلماء، حيث درس على يد الشيخ عبد الله بن سيف والشيخ محمد حياة السندي، والشيخ علي أفندي الداغستاني الدمشقي وأخذ عنهم بقية علومه، ثم توجه إلى الأحساء فأخذ عن شيوخها كالشيخ عبد اللطيف العقالقي الأحسائي، وزار البصرة ودرس على الشيخ محمد المجموعي البصري.

وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في بلدة حريملاء وأقبل على دعوته كثير من الناس، وتوافد على حضور دروسه ومجالسه الكثير وكثر محبوه وتابعوه، الأمر الذي أثار بعض المفسدين وحملهم على محاولة قتله فانتقل الإمام إلى العيينة.

وفي العيينة استقبله الأمير عثمان بن حمد بن عبد الله بن معمر، وقبل دعوته، وتعاونا على نشر الدعوة والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإزالة الشرك والبدع، لكن أثار هذا حفيظة بعض العلماء الذين فقدوا مكانتهم والحكام الذين تأثرت مصالحهم، ولجأوا إلى المكر والحيلة حتى نجحوا في تأليب الحكام على الشيخ حتى اضطر إلى الخروج من العيينة.

انتقل الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية. حيث التقى هناك بأمير الدرعية الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن الذي استقبله وتعاهد معه على الدعوة للدين الصحيح، ومحاربة البدع، ونشر الدعوة الصحيحة في جميع أرجاء جزيرة العرب.

الإمام محمد بن سعود

هو إمام ومؤسس الدولة السعودية الأولى، والحاكم الثاني من أسرة آل سعود، وأمير إمارة الدرعية الخامس عشر. ولد عام 1697 ميلادية، والده هو الأمير سعود الأول مؤسس السلالة السعودية، وتولى الإمارة بعد وفاة أبيه الأمير سعود الأول. وتزامنت ولايته مع ظهور الشيخ محمد عبد الوهاب.

تحالف الإمامان

 بعد انتقال الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية التقى هناك بأمير الدرعية الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن الذي استقبله، وبعدما تحقق الأمير من صحة دعوة الشيخ م، ورأى فيها مصالح دينية ودنيوية اشترط الأمير عليه شرطين:

-        أن لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم.

-        أن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار.

فقال محمد بن عبد الوهّاب: «أما الأول الدم بالدم والهدم بالهدم. وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك الفتوحات وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج.» 

وهكذا تم الاتفاق على الميثاق، وحصلت المبايعة التي عُرفت بمبايعة الدرعية أو ميثاق الدرعية، وتبعها الإصلاحات التي أدت إلى قيام الدولة السعودية الأولى.

في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية



تم توقيع الميثاق عام 1744 حيث كان الأمير محمد بن سعود حاكمًا على الدرعية، وكان له مكانة لدى أهل الدرعية،، وكانت الدرعية مدينة حصينة ولم تكن المخالفات الشرعية والبدع قد انتشرت بين أهلها، لذا كان الجو العام في البلدة صالحًا لاستقبال دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب.

وصارت الدرعية بعد توقيع الميثاق بين الإمامان مركزًا لنشر دعوة الشيخ الإصلاحية، وآتى إليها طلاب العلم في الدين، الذين صاروا فيما بعد أنصاراً للدعوة وللدولة، وبدأ الإمام بإرسال الرسائل إلى أمراء البلاد المجاورة وزعماء القبائل، يبلغهم ما يدعو إليه من إحياء للدين، ومحاربة البدع والخرافات وانتشرت الدعوة السلفية، وأصبح لها نفوذ واسع ومؤيدون في أنحاء الجزيرة العربية وفي خارجها.


التغييرات التي حدثت بعد ميثاق الدرعية



بعد معرفة في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية لنتعرف على التغيرات التي أحدثها، حيث كانت الدعوة التي يسعى لنشرها الشيخ محمد عبد الوهاب هي الرجوع بالمسلمين إلى ما كان عليه سلف الأمة في صدر الإسلام عهد الخلفاء الراشدين رجوعًا خاليًا من البدع والخرافات، والأخذ بالنص الصريح والنقل الصحيح المتمثل في صحيح المنقول الذي لا يختلف مع صريح المعقول.

وأخذت تلك الدعوة في الانتشار على مستوى الدرعية وفي أوساطها، وكانت حلقات الذكر والتدريس، تنتشر في مجتمع الدرعية، ثم تجاوزت حدودها وأريافها إلى المدن المجاورة.

بعد الميثاق بعام واحد أي في العام 1745 ميلادية بدأ الأمير محمد بن سعود يخوض المعارك في سبيل نصرة دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب الإصلاحية، واستمرت المعارك بين الدرعية مقر الدولة السعودية الأولى وبين دهام بن دواس حاكم الرياض حتى تم الاستيلاء على الرياض عام 1773 ميلادية وهذا في عهد الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود.

ثم استجاب لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود عدة مدن وبلدات مثل بلدة حريملاء في سنة 1754 ميلادية ، ثم القويعية في سنة 1755 ميلادية، ثم الوشم وسدير وثادق والحوطة وعدد من مناطق الجزيرة العربية وكانت هذه البلدان هي نواة الدولة السعودية الأولى تحت قيادة الأمير محمد بن سعود.

الدولة السعودية الأولى



اتسعت رقعة الدولة بعد انضمام المدن والبلدات المجاورة لدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب، وكان الحاكم يُلقب بالأمير حتى اتسعت الدولة ولُقب بالإمام، مما أعطى الدولة صفتها الإسلامية، وكان من أهم واجبات الإمام محمد بن سعود تحقيق الأمن والاستقرار وتطبيق الأحكام الشرعية، وكان نظام الشورى معمولاً به، فالأمير كان يستشير الشيخ محمد بن عبدالوهاب في المسائل التي تُشكل عليه، ويشرف بنفسه على كل ما يصله من مكاتبات، ويملئ بنفسه على كاتبه ويستشير أهل العلم.

وكان الإمام يُشرف بنفسه على الأمن ومعاقبة العابثين، ليكونوا عبرة لغيرهم، فعم الأمان وأمن الناس على مواشيهم وتمكن الناس من السفر متى شاءوا دون خوف من قطاع الطرق. وحكم الدولة السعودية الأولى أربعة حُكام هم الإمام محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، والإمام سعود الكبير بن عبد العزيز، والإمام عبد الله بن سعود الكبير.

وهكذا تعرفنا أكثر وبشكل تفصيلي على ميثاق الدرعية و في اي عام تم الاتفاق على ميثاق الدرعية وما هو تاريخ الميثاق والظروف المحيطة به، وما هي التغييرات التي حدثت بعد ميثاق الدرعية، وكيف كان الميثاق هو النواة الأولى التي شكلت دولة السعودية الأولى.